روائع مختارة | روضة الدعاة | المرأة الداعية | كيف أعلم الطالبات السلوك.. والأخلاق؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > المرأة الداعية > كيف أعلم الطالبات السلوك.. والأخلاق؟


  كيف أعلم الطالبات السلوك.. والأخلاق؟
     عدد مرات المشاهدة: 4121        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال..  السلام عليكم.. أنا معلمة في المرحلة الثانوية، وقد سهلت المناهج الدراسية بطريقة مخيفة، في حين غابت التربية للجيل.

وقد فكرت بمشروع فصل سلوكي مع بداية العام تدرس فيه الأخلاق والمبادئ من خلال الحصة، ولكني أشعر بالخوف من هذا المشروع لقلة المؤيدين، ولتخبطي في الخطوط الرئيسية أريد:

تعليم العقيدة والأخلاق الحميدة والتربية عليها, أريد صناعة الدافعية والتميز عند بناتنا، وكل ذلك من خلال حصتي - الفيزياء - وحصص الفراغ والريادة.

أرشدوني جزاكم الله خيرا كيف أبدأ, ومن أين أبدأ؟ وبمن أستعين بعد الله؟

سامحوني على الإطالة, وأعيروا أمري بعض اهتمامتكم.

الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم عبدالعزيز حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن غياب الجرعات الإيمانية في مناهجنا خطر يتهدد مستقبل أجيالنا، وأعظم وأهم الحلول هو وجود المعلمات صاحبات الهدف والرسالة من أمثالك، وقد تأثرنا جدًّا بأستاذ الفيزياء والكيمياء والأحياء، وأسأل الله أن يبارك فيهم.

وأن يحفظهم وأن يرحمهم أحياءً وأمواتًا، وكذلك أستاذ التاريخ الفاضل العظيم الذي كنا نجده معنا في المسجد، وكان يدرسنا التجويد، ويغرس فينا القيم كلما وجد حصة فارغة وبعد الصلوات، حيث كنا نتحلق حوله.

أما أستاذ الكيمياء فكنا نراه في صلاة الفجر يسلم علينا ويشجعنا ويذكرنا، وكذلك أستاذ الأحياء، أما أستاذ الكيمياء فقد كان يدرسنا التفسير بعد صلاة الفجر، ويدربنا على عمل الدروس، فبارك الله في الصالحين والصالحات في كل مكان.

وفي الحقيقة سعادتي لا تُوصف بهذه الروح الطيبة التي وجدتها عندك، وأسأل الله أن ينفع بك وبأمثالك البلاد والعباد.

وأرجو أن لا تترددي في غرس القيم الإسلامية، واجعلي إصلاح الطالبات وسيلة إلى نيل رحمات رب الأرض والسماوات، واعلمي أن المعلمين من السلف كانوا ينصبون شراكهم ليفوزوا بمن يكون سببًا في دخولهم إلى الجنة من الطلاب.

ويسعدني بهذه المناسبة أن أقول لكل معلم ومعلمة أن المعلومات الدراسية يمكن أن يجدها الطالب في كل مكان، ولكن القدوة الحسنة والسيرة الحسنة، والسير على الدين والحرص على طاعة رب العالمين لا يجدها إلا من معلم يحمل تلك المعاني ويدافع عنها، وكم تمنينا أن يثبت الصالحين والصالحات تفوقهم وتميزهم في الأداء.

وقد وقفت على نماذج كثيرة للنجاح وقرأت عن الكثير من الناجحين، وأعرف مدرسا أصلح الله به البيوت عن طريق إصلاحه لطلابه دون أن يؤثر ذلك على مستوى أدائه حتى بمقاس أهل الدنيا، بل كان ولسنوات عديدة يحرز أعلى المعدلات، وأعرف مدرسا كان يسلم ويسأل طلابه عن صلاتهم ويقدم نصحه وكل ذلك في جزء من الدقيقة، وكان لذلك أعظم الآثار.

كما أرجو أن تكوني قريبة من الطالبات، واستفيدي من وقت الاستراحات، وتواصلي مع الأمهات، وكوني قدوة حسنة للطالبات، فإننا نؤثر بالفعال أكثر وأعمق من الأقوال.

وهنيئًا لأمتنا بمن يصرون على أن يشعلوا شمعة بدل من أن يعلنوا الظلام، وأسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يحشرك في زمرة الكرام، وشرف لنا أن نتواصل مع من يحملون همَّ الدعوة من غير موقعهم، وأبشري بثواب المخلصين.

ونسأل الله أن يحشرنا جميعًا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليمًا.

وبالله التوفيق.

الكاتب: د. أحمد الفرجابي

المصدر: موقع إسلام ويب